وصف

بُرجا بتروناس التوأم بكوالالمبور, معالم كوالالمبور, اماكن سياحية في ماليزيا

فى بداية الأمر كانت مُجرَّد فكرة طُرحت من أهالي المدينة باستغلال هذه المساحة الكبيرة بتحويلها إلى مساحة خضراء لتكون مُتنفَّسًا للمدينة التي قد امتلأت بالمباني الأسمنتية، ولكن طرحت شركة البترول الوطنية "بتروناس" على الحكومة فكرة إنشاء أطول بُرجين في العالم في ذلك الوقت، وهي الفكرة التي سوف تعود على البلاد بالمكاسب المادية الطائلة، لأنها فكرة جديدة، ولم تُنفَّذ من قبل، كما أن البُرجين سوف يكونان من المعالم السياحية المهمة، وسوف يعودان على الدولة بمنافع كبيرة.

ومن هنا تمَّت الموافقة على بناء البُرجين التوأم بالعاصمة كوالالمبور.

♠ تاريخ البناء

في عام 1981 قرَّرت الحكومة الماليزية استغلال مساحة شاسعة فارغة كانت في قلب العاصمة كوالالمبور، وكانت تقدر بـ40 هكتارًا في منطقة تُعرف بالمُثلَّث الذَّهبى، واقترح المواطنون استغلالها ببناء مساحة خضراء، ولكن رأت الحكومة أن هذا سوف يُكلِّفُها الكثير من الأموال، وأن هذا لن يعود عليها بشيء، ولهذا قرَّرت الحكومة عقد مسابقة دولية لتصميم البُرجين، وفاز بها المهندس المعماري الأرجنتيني سيزار بيلي وشركاؤه عام 1991، ثم بعدها بعام بدأ التنفيذ في البناء، الذي استغرق 7 سنوات، وصُنِّف على أنه أعمق أساس في العالم، حيث كان طول الأساس 120 مترًا، واستغرق حفرُه سنةً كاملةً، وتكلَّف البناء كثيرًا من المبالغ والمواد الأسمنتية.

♠ هيئة بُرجي بتروناس بكوالالمبور:

يُعرف بُرجا بتروناس باسم المنارة، نسبةً لشركة النفط التي أنشأته، وهما بُرجان في هيئة بُرج واحد، ويُعدَّان من أغرب المباني الهندسية على مستوى العالم أجمع، وهما عبارة عن ناطحتين يصل بينهما جسر هوائي، وهو مكوَّن من 88 طابقًا على مساحة 40 هكتارًا في قلب حي الأعمال الناشئ في الوقت ذاته في مدينة كوالالمبور، والذي يسمَّى "المثلث الذهبي"، وعلى ارتفاع 375 مترًا، ويحتويان على 78 مصعدًا، ويمتاز البُرجان في تصميمهما بأنهما حملا لمسة من التصميم الإسلامي نظرًا لأن ماليزيا دولة إسلامية وتسعى دائمًا لإبراز ذلك الجانب في أغلب منشآتها حتى المنشآت التي ليست ذات الطابع الدينى، والذي يبرز في كون أن البُرجين تم تصميمهما بشكل يتكوَّن من مُربَّعين (رمز العالم المادِّي) متداخلين بشكل نجمة مسجلة في دائرة (رمز انتشار الدين الإسلامي) وهذا الرمز الهندسي استخدم كثيرًا في الرسم الإسلامي الذي يحمل معاني الوحدة، والوئام، والاستقرار، والعقلانية.

♠ البيانات التقنية عن بُرجي بتروناس بكوالالمبور:

إجمالي مساحة الأراضي: 341.760 متر2.
تصميم الهندسة المعمارية: سيزار بيلي.
موقع وصلة الجسر السماوي: طابق 41 و42.
طول "الجسر السماوي": 58.4 متر.
ارتفاع "الجسر السماوي": 170 مترًا فوق مستوى الشارع.
النقل السريع: المصاعد الرأسية 29 كابينة مزدوجة في كل بُرج.
عدد الأدراج المتحركة: 10 في كل برج.
سطح الفولاذ المقاوم للصدأ على الواجهات: 65.000 متر مربع.
مساحة سطح النوافذ: 77.000 متر مربع.
الأسمنت (بمقاومة مختلفة تصل إلى 80) 160.000 متر مكعب في الهيكل العالي.
910 طن من الفولاذ.

♠ مِمَّ يتكوَّن بُرجا بتروناس بكوالالمبور من الداخل والخارج؟

إن البرج الأول مخصص كليًّا لشركة البترول الماليزية (بتروناس)، أمَّا البرج الثاني فهو مخصص للشركات التابعة لشركة "بتروناس" بالإضافة إلى العديد من الشركات العالمية، وقد تم استغلال الطوابق السفلية في إنشاء المبنى التجاري أو المول، وهو يتكوَّن من 6 طوابق، ويوجد في هذا السوق معظم الماركات العالمية المعروفة والمطاعم العالمية لمحبي التسوق والطعام، وتوجد في محيط أبراج ماليزيا حدائق ونوافير، وهذه النوافير تبدأ عروضها في المساء، وهي عروض في غاية الروعة على أنغام الموسيقى وبألوان جذَّابة.

♠ المشكلات التي واجهت المشروع أثناء بناء بُرجي بتروناس بكوالالمبور:

واجه بناء البُرجين العديد من المشكلات أثناء بنائه، ففي بداية الأمر شعر المواطنون بعد طرح فكرة المشروع أن بناء هذه الأبراج في هذه المنطقة المزدحمة بالفعل بالكثير من المباني والمنشآت سوف يزيد من الازدحام وتكدُّس المرور وتعطيل حركة القطارات في بداية الأمر، لأنهم كانوا يرون أنه من الأفضل استغلال هذه المنطقة في مساحة خضراء، أو استغلالها في توسيع الطرق لتقليل التكدُّس وصعوبة الحركة المرورية في المدينة، ولكن وعدت الحكومة بحل هذه المشكلات بعيدًا عن استغلال هذه المساحة في ذلك، من خلال التوسُّع في الطرق المحيطة حول البُرجين لتسهيل الحركة والتنقل على المواطنين، وبذلك لم يكن لبناء البُرجين أي تأثير سلبي على المدينة.

كما أنه قد واجه البُرجين أثناء البناء بعض المشكلات الإنشائية مثل حدوث هبوط أرضي نتيجة عدم دقة فحوصات التربة المبني عليها، كما أن الأسمنت المستخدم كان لا يطابق الشروط والمواصفات، ولهذا فقد تم تغيير المكان لبضعة أمتار، وهذا بعد أن تم بناء خمسة طوابق كاملة.

أحدث المشروع طفرة واتجاهًا جديدًا في البناء المعماري، وخصوصًا في تصميم ناطحات السحاب من خلال استخدام التقنيات الحديثة والعديد من الابتكارات في بنائه، مثل استخدام الخرسانة ذات الإجهاد العالي لتسهيل تكوين النظام الإنشائي (أنبوبي ليكن)، والذي بدوره يؤدِّي إلى توظيف فكرة النقل الرأسي مع دمج أحدث أنظمة الحفاظ على الطاقة، وبهذا يُعدُّ هذا المشروع من أكثر المشروعات المبتكرة في مجال الهندسة المعمارية نظرًا لاستخدامه العديد من الإبداعات التقنية التي استُغلَّت في بنائه، ما أدَّى إلى أنه أصبح من التُّحف المعمارية الموجودة عبر العالم، وأيقونة تُعبِّر عن طموح وتطوُّر المجتمع الماليزي، وبهذا كانا أطول بُرجين في العالم منذ عام 1998 حتى عام 2004، ومن ذلك أصبح واضحًا للعالم أجمع مدى ما وصلت إليه ماليزيا من تقدُّم وازدهار تنافس به الدول الكبرى.